وهنا سؤال: لماذا ينكر أنه تجاوز من جنوب فلسطين إلى بلاد العرب؟ إلى بلاد الإسماعيليين؟!
كل ذلك حتى لا يبقى أي شيء يدل على أنه بنى الكعبة البيت الله الحرام؛ بيت الله الحقيقي، أو أنه زار ابنه إسماعيل في هذا المكان, أو أن ماء العين -ماء الحياة- الذي نبع من تحت أرجل إسماعيل هو في مكة ، أو أن وادي البكاء هو مكة أو بكة ، أو أن الأسماء الأخرى التي وردت لـمكة , مثل: بكة أو مثل ميشة أو مثل مشة و فاران وما أشبه ذلك أو ما عبر عنه بـ اليمن كلها لا حقيقة لها.
وبالذات عندما نجد أن المسألة -إذا أردنا أن نأخذ الموضوع من أوله- تتقدم بكثير على قضية ما يظن هؤلاء عن قصة إبراهيم الخليل وما بعد إبراهيم الخليل, بمعنى: اختيار الله سبحانه وتعالى ووعد الله سبحانه وتعالى للبلد الحرام ولإبراهيم, ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم تأتي في سياقات كثيرة جداً -نقول: من كتبهم- كما في إنجيل برنابا وغيره فليرفضوا الاعتراف به، المهم: أن هذا موجود في مصادر لا علاقة لنا بها، ومن أقوى المواضع التي تأتي من بعده ما جاء في سفر التثنية وهي من أعظم البشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم، في أول الفصل الثالث والثلاثين يقول: أقبل الرب من سيناء وأشرق من سعير, وتجلى من جبل فاران, ويأتي حبقوق بنبوءته فيبين ويقول: الله يأتي من تيمان الله, والقدوس من جبل فاران.
ومع ذلك نلحظ هنالك تجاهلاً مطلقاً لتيمان أو فاران, وتحريفاً لها, وفي مواضع أخرى يأتي ذكر أدوم.
نحن نلاحظ عندما يتكلم عن تيمان أو تيمون فهي اليمن ، وعندما يتحدث عن فاران فيأتي أنها في الجنوب، وعندما يقول: ذهب إلى الجنوب فيتكلم عن الجنوب, وعندما يقول: أدوم فهي في الجنوب الشرقي, وعندما يتكلم عن بلاد العرب أو عن الصحراء.. في كل الأوصاف هذه نجد أن هناك ما يدل على اتجاه نحو الجنوب؛ لكنه جنوب بعيد، حُرّف كله ليكون فقط جنوب فلسطين .
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع